شخصية الحضرمي

لكل امة من الأمم وشعب من الشعوب سمة يتميز بها وخصائص ينفرد بها سلبا كانت أو ايجابيا ، والا نسان الحضرمي تبرز فيه خصائص قد يتفرد بها عن غيره من أبناء الجزيرة العربية ، فالحضرمي اشتهر في بلاده ومهاجره بصفات الممارسات الفعلية في مجالات العمل التى اقتحمها الحضرمي بمؤهلات وغير مؤهلات ، ونبغ فيها وضاهى أفضل فئة عملت في هذه المجالات ولله در القائل في وصفه للحضرمي عندما قال
ولو ثقفت يوما حضرميا * لجاءك آية في النابغين
وقد ادرك المفكر جون كروفورد عندما درس تاريخ جزر الهند الشرقية وضمن ما درسه العنصر الحضرمي الذي حل بتلك الجهة ، وحدد صفات للحضرمي تتلخص في ثلاث نقاط
انه موهوب ، وعادل ، ومغامر
هذا ما ادركه المفكر المؤرخ عن الحضرمي من خلال الدراسة ، ولكن لو كان هذا المؤرخ قد عاش بين الحضارم لأدرك كثيرا من الخصائص التى يختص بها ، فمن الخصائص الايجابية التى يختص بها الحضرمي
ايمانه القوي المطلق بالله وبدينه الاسلامي وحرصه على نشره
يتسم الحضرمي بالتواضع والأخلاق وهي السمة التى تكسبه الثقة والمحبة
صفة الأمانة التى يتصف بها الحضرمي في كل مكان ، ويثبت ذلك أن الحضرمي من حين ما عرف المهاجر وهو مؤتمن على الأموال ، وبالرغم من كثرة هؤلاء المؤتمنين فلم تسجل المحاكم للحضرمي قضايا خيانة أمانة
يتميز عنص الحضارمة بالتءام بعضهم ببعض وتجمعهم في ذلك مجالس خاصة يعقدونها في بيوتهم وتكون أحيانا يوميا
من خلال التجمعات شكلت في وسط الحضارم رقابة اجتماعية وهذه الرقابة تحول بين من حدثته نفسه بالانحراف من العزوف عن ذلك لأنهم يتناولونه في مجالسهم وبعد ذلك ينبذونه ولا يتعاملون معه ، لهذا لم يوجد فيهم منحرف ولا موصوف بخيانة الأمانة على وجه العموم
يتصف الحضرمي بذكائه الحاد في العمل فكون هذا الذكاء عنده خبرة في معاملة الناس ومعرفة الأسواق فهذا ما كفل له النجاح في مضمار التجارة في كل مكان حل به
قناعة الحضرمي ، فالحضرمي قنوع بما قسم له ربه ، ولا يلتفت لما في يد غيره ويعف الكثير منهم عن الحرام
يميل الحضرمي بطبيعته للنظام والنظافة في مسكنه وذلك في كافة الطبقات غنيها وفقيرها وعلى الأخص في مدنهم
يتصف الحضرمي بالنشاط والكد في عمله واتقان ما يوكل اليه من عمل ، وهذا مما يجعل أصحاب الأعمال يفضلونهم على سائر الجنسيات
الحضرمي شخص مضياف وقليل الكلام والمجاملة ومولع بمعرفة أخبار الناس والسياسة ويميل الى الجدية وينفر من الهزل
الحضرمي رجل عصامي يهاجر من بلده صفر اليدين ويسيطيع ان يشق طريقه ويكون له ثروة طائلة في مدة وجيزة قد لا تتجاوز عقدين من الزمن
هذا في الجانب الايجابي ، واما في الجانب السلبي فمن طبع البشر أن تكون لهم جوانب سلبية بجانب ما يتحلون به من جوانب ايجابية ، فلنوجز النقاط السلبية فيما يأتي على سبيل التقريب لا الحصر
يتصف الحضرمي بالفردية ولا يميل الى العمل الجماعي ، وهذا مما يضعفه لا يسما في هذا العصر الذي اتجهت فيه البشرية الى التكتلات ، فبالرغم من وجود المال في أيديهم الا أننا لا نجد للحضارم شركة بالمستوى المطلوب تستطيع أن تنافس الشركات الضخمة
من عيوب الحضرمي عدم تقبله للجديد في العلم في شئون عمله وهذا مما أخر كثيرا من أعماله ، ففي مجال التجارة مثلا نجد كثيرا من التجار الحضارم لا يوجد لهم في تجارتهم نظام للمحاسبة ، بالرغم من اتساع عملهم ويعتمدون على الذاكرة
من عيوب الحضرمي الشائعة ميله لتقليد الغير في اللبس والعادة من غير أن يفكر في ملاء مة هذا التقليد له أولا
لا يميل الحضرمي في عمله للابتكار بحيث يخرج نفسه من مجال التجارة الذي توارثه من أجداده الى مجال الصناعة الحديثة مثلا
كثرة بعده من الوطن ومن اولاده ، وهذا مما يضع أبناءه في أيدي غيرهم ، فينشأون تنشئة غير صالحة ، وهذا ما تسببه الهجرة ، وقد يترك البعض زوجته معلقة عقدين من الزمن فأكثر
ومن عيبهم أنهم يميلون الى المفاخرات في حفلات الزواج
يعد البعض من عيوب الحضارم أنهم لا يندمجون في مجتمعات مهاجرهم ولا يتزاوجون معهم ولا يزوجونهم الا على النادر